صنعاء – تحل، اليوم، ذكرى رحيل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، أحد أبرز الشخصيات السياسية والقبلية في اليمن، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم من عام 2007، بعد مسيرة حافلة بالأدوار الوطنية التي تركت أثرًا عميقًا في تاريخ البلاد الحديث.
وُلد الشيخ الأحمر عام 1933 في منطقة ظليمة التابعة لقبيلة حاشد بمحافظة عمران شمال صنعاء، ونشأ في أسرة عُرفت بدورها التاريخي في زعامة القبيلة.
هذا وتحمّل مسؤولياته القبلية في سن مبكرة، قبل أن يتولى لاحقًا منصب شيخ مشائخ حاشد، جامعًا بين النفوذ القبلي والعمل السياسي في مرحلة دقيقة من تاريخ اليمن.
وبرز دور الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر بشكل لافت خلال دعمه لثورة 26 سبتمبر 1962، التي أنهت الحكم الإمامي وأعلنت قيام النظام الجمهوري، حيث تعرض قبلها لسنوات من الاعتقال والملاحقة.
– –
مقال خر: من هو حميد الأحمر
وبعد الثورة، أسهم في تثبيت دعائم النظام الجمهوري، وتقلد عددًا من المناصب الوزارية، قبل أن يُنتخب رئيسًا لمجلس النواب اليمني لثلاث دورات متتالية بدءًا من عام 1993 وحتى وفاته.

وشكلت الوحدة اليمنية عام 1990 إحدى أبرز محطات مسيرته السياسية، إذ كان من الداعمين الرئيسيين لتحقيقها، كما لعب دورًا محوريًا في الحفاظ عليها خلال أزمة عام 1994، من خلال مساعٍ سياسية وقبلية هدفت إلى احتواء الخلافات ومنع تفكك الدولة.
كما شارك الشيخ الأحمر في جهود معالجة الخلافات الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية، التي أفضت إلى توقيع مذكرة التفاهم عام 1995، ثم اتفاقية ترسيم الحدود النهائية عام 2000، في خطوة اعتُبرت آنذاك من أبرز الملفات الإقليمية التي أسهمت في تعزيز الاستقرار.
وترأس الراحل الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وكان يُعرف بقدرته على التوفيق بين الأطراف المختلفة، ما أكسبه لقب “حكيم اليمن” لدى كثير من السياسيين والمراقبين.
وبعد مرور 18 عامًا على وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في العاصمة السعودية الرياض إثر معاناة مع المرض، لا يزال اسم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حاضرًا في الذاكرة السياسية اليمنية، بوصفه أحد رموز مرحلة الثورة والوحدة والعمل البرلماني، في وقت يستعيد فيه اليمنيون تلك التجارب مع تطلعهم إلى مستقبل أكثر استقرارًا.











Leave a Reply